كان يا مكان (بطلوها كان يامكان والله زمان عليها ) من زمان الزمان أيام الحارة والدُّكَّان أيام الصحبة و الرُوشان كانوا الجِيران أكثر من الأَخْوَان ..
وفي عام 1400 وخشبة تبدأ قصتنا مع البدوية التي توفي زوجها وبقي لها ابنها وعمرة 15 سنة مراهق وكثير الحركة طيب القلب وعصبي أوقات قرروا ترك الصحراء والبادية وقسوتها والذهاب ألي مكة المكرمة رغم صعوبة قرار الهجرة إلا أن البدوية تريد أن تؤمن مستقبل ابنها وتشاهده عسكري برتبة ( أوز باشا ) البدوية سبق وان حجت مع زوجها وشاهدت مكة لم تستغرب من المباني المزخرفة وعربيات السقا وشبابيك الروشان لكن ولد البدوية يمشي مع أمه وهو فاتح فغرته
( فمه ) مستغرب من لبس المكاوية ومن بيوتهم ومن جلساتهم وحتى من لهجتهم والتي لايفهم اغلبها ذهبت البدوية وابنها للحرم واخذوا عمرة واستخارت الله في أي حارة تسكن وبحثت بالحواري والتي بقرب الحرم حتى استطاعت أن تجد لها بيت ( ربع إعماء ) أي بدون شبابيك مجرد غرفتين وحمام وسيب بطول 15 متر يخرج علي الحارة ويسكن بجانبه بيت التركية وأخيها مصطفى. الحارة طبعاً هي حارة الشاميّة
ومنذ دخول مكة والذهاب للحرم ودخول حارة الشاميّة والسكن بها وولد البدوية لم ينطق بحرف واحد موصل فتح فمه وبثوبه الملون الصوف والقصير من كثر البس والغسل نام ولد البدوية في غرفته وحتى يصحو ولد البدوية من النوم
نتعرف علي حارة الشاميّة ::
حارة ليست كالحواري . حارة يحكمها الفتوات وكان عمدة حارة الشاميّة العم أبو سلامة العطار طيب القلب و نائبه أبو داحم فتوة الحارة و نائب وتحت مضلة ابو داحم جميع مشاكلة الحارة والجميع يضرب له إلف حساب وكان مركاز العمدة يشغله دائماً ابوداحم وشلته والعم أبو سلامة مشغول بالعطارة بمحلة وموكل ابوداحم لحل مشاكل حارة الشامية .. هذا كله والكثير الكثير لايعرف ولد البدوية عنه شي ...
استيقظ من النوم ولد البدوية لتبدءا فصول حياته مع حارة الشامية . وطلب من امة
ريالين وأن تسمح له بالخروج وخرج سالكً السيب حتى آخرة وجلس يتابع حركة أهل الحارة
دخله شعور بالفرح بالحارة وان هذه هي الحياة لفت نظره بقاله قريبه فذهب اليها ليجد صاحب البقالة عم حمزة ومعه بعض أصدقائه من كبار السن ويلبسون الغبانة
( عمامة صفراء ) استغرب أصدقاء العم حمزة من هذا الشاب ومن لبسه وسأله احدهم . أنته ولد مين ياواد فرد العم حمزة هذا ولد البدوية ألي سكنت اليوم الصبح في الربع الإعماء
رد أحد أصدقاء العم حمزة وقال ايوووووووووووه هيا خليك رجال ياولد البدوية في الحارة وترك الشقاوة( قلة الحياء)علشان نحبك ؟؟ لم يفهم ولد البدوية من الحوارغير خليك رجال !!
ولكنة غضب من كلمة ( ولد البدوية ) ولكن لم يظهر غضبة تقديراً لكبر العم حمزة وأصدقائه
عموماً لصقت عبارة ولد البدوية ..
وبدأ ولد البدوية يتعرف على أبناء الحارة ويأخذ منهم ويأخذون منه ( حوار الحضارات )
وخلال كم شهر تعلم ولد البدوية لعبة المزمار ودق السمسمية وأصبح مكاوي أكثر من أهلها
وأصبح له مركاز مع أصدقائه في وسط الحارة لطرب والقصص والنكت أحب ولد البدوية الحارة وتعلق بأصدقائه وأصبح له مركاز يتواجد به الصغير والكبير الدكتور والجاهل وكانت النساء تطل ( تشاهد ) وتشارك من خلف الأبواب والروشين الخشبية مع أخونهم وأبناء الجيران وكان كل هذا يحصل تحت نظر نائب العمدة أبوداحم بل وتحت أعين أهل الحارة جميعاً ولكن هناك سوء الظن وبدأ مع صاحب العبارة السابقة ( الشقاوة ) وهذا الرجل أسمة علي بلاوي صحيح رجل متدين ولكنة سيئ النية وكان أبوداحم يقدر علي بلاوي لتدينه لأن أبوداحم رغم فتوته الأ انه صاحب دين وقلب أبيض ولا يعرف عن علي بلاوي أنه سيئ الظن وخبيث ومن هنا بدأ علي بلاوي بزيارة نائب العمدة أبوداحم يومياً في المركاز ويحرضه علي ولد البدوية وأصدقائه ويتشكي يومياَ أن ولد البدوية وأصدقائه أصبح مركازهم لتعرف علي البنات !! وصبحت نساء الحارة لاتفارق الروشان وكان أبوداحم يرقب الوضع ولكن مع كثرة زن علي بلاوي وعلي قول أهل مكة ( الدوي في الأذن أقوي من السحر ) بدأ يتغير أبوداحم وفي أحـد الأيام أخذ أبوداحم المشعاب ومـعه أثنين من معاونية وذهب لمركـاز ولد البدوية وأصدقائه وفي نفس الوقت كان ولد البدوية وأصدقائة يمارسون الضحك والقصص ودق السمسمية والنساء يتابعون من خلف الروشان وماهي الأ دقائق حتي أتي أبوداحم ومعاونية وكان غاضباً جداً لم يستطع ولد البدوية وأصدقائه أن يتفوهون بكلمة وأحده وهم يخافون من أبوداحم وهو يضحك فكيف وهوه غاضب ولم يعطهم ابوداحم فرصة الكلام وضرب بيداً من حديد وكسر مشعابه ( عصا غليظة ) علي ظهر ولد البدوية وأصدقائه وكسر مركازهم وطردهم في ليله سوداء من حارة الشامية و حل السكون والهدوء وأقفلت الرواشين والأبواب وعم الحزن حارة الشامية وبكاء الجميع الكبير والصغير النساء والفتيات
وكان الضاحك والمبسوط صاحب سوء النية علي بلاوي والذي نام مرتاح البال ...
وبعد يومين بداء أبوداحم يراجع نفسه وبداء أهلي حارة الشامية يطلبون من أبوداحم العفو والصفح عن ولد البدوية وأصدقائه ولسعة قلب أبوداحم تراجع عن قرارته بطردهم وعفا عنهم
جميعاً وشترط أن يمارسو هوايتهم خارج الحارة وأعطهم أبوداحم حوش قريب من الحارة يمارسون فيه دق السمسمية والقصص المضحكه والسوالف وبداء الحوش يعج وتدب فيه الحياة وبداء يستقطب الجميع وحتى النساء يذهبون لتوسيع صدورهم وأمام الجميع وبروح الأخوة ولكن علي بلاوي هو الوحيد الغاضب من حارة الشامية وليعاود ممارسة وتصيد الأخطاء وأول بأول يبلغها أبوداحم وكان علي بلاوي يقول لبوداحم أن سبب هذا الفجور والتجمعات والطرب والضحك ومخالطة النساء ولد البدوية وبدأ علي بلاوي يؤثر علي معاونين أبوداحم وماهي الأ كلمة أطلقها أبوداحم ( حطو ولد البدوية تحت المجهر ) ليبداء فصل جديد لولد البدوية في حارة الشامية أخذ بعض أعوان أبودحم كلمته علي أنها ممارسة التضييق علي ولد البدوية حتى يرحل ويفتكون منه ومن ( قلة حياة ) يرسلون له التهديد والوعيد وفي أي هفوه يضربونه ضرب الحمير وفي الزقاق ( الشارع الضيق ) يضيقون عليه وعلي قول أهل مكة ( الزقاق ضيق والحمار رفاس ) وحتى أثناء الوضوء
( والحكم فرحة ولو علي فرخه ) مارس المسئول عن أبريق الوضوء سطلتة علي ولد البدوية
خذ الإبريق الأحمر ولا تأخذ الأخضر
كل هذا يحدث أمام أهل حارة الشامية والكنهم التزموا الصمت وليس بأيديهم حيلة كل السلطة بيد أبوداحم وأعوانه والحارة حارتهم وحين يخطي أي شاب في الحارة يسجن ساعات أو يوم من أعوان أبودحم وعند خطاء ولد البدوية يسجن بالأسابيع والشهور وهو نفس خطاء غيره ..
ولد البدوية يشاهد أبوداحم في المركاز و يتمني أن يشتكي له من أعونه ولكن سوف يسمع المعوونيين شكواه ويحقدون عليه لذالك فضل الصبر وفي قرارة نفسه يقول::
الصبر مفتاح الفرج معروف ................ بس لا كثر الصبر يخرب
وأصل الذي قال المثل ملقوف ............... لا ذاق حـــتي ولا جرب
بعد ذلك ترك ابن البدوية الحارة واستقر في حارة المصريين... ووضع عنوانة لدى صديقة مصطفى أخو التركية الذي كانت تربطهما صداقة من نوع آخر بحكم حق الجوار